القوى المدنية تُطلق حملة «أنقذوا السودان» وتحذِّر من تفاقم خطر الأزمة الإنسانية ونذر المجاعة

 


الخرطوم – « القدس العربي»: أطلقت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، التي تضم مجموعة من الأحزاب والنقابات السودانية، أمس الثلاثاء حملة لإنقاذ السودان في وقت تهدد الحرب المندلعة منذ نحو عام حياة الملايين فيه.
وتشهد الأوضاع الإنسانية تدهورا متسارعا، بينما تهدد نذر المجاعة حياة ثلثي السودانيين المحاصرين وسط المعارك. ويواجه أكثر من عشرة ملايين آخرين أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد بعد أن شردتهم الحرب، فيما اعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة نزوح في العالم.
وشهدت الحملة التي جاءت بعنوان “أنقذوا السودان” تفاعلا واسعا بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي السودانيين، الذين طالبوا بإنهاء الحرب وحماية المدنيين.
وقالت اللجنة الإعلامية لـ(تقدم) أن الحملة جاءت استكمالا للاجتماع الذي عقده رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية عبد الله حمدوك، السبت الماضي. وناقش جهود حشد الدعم الخارجي وتسهيل وصول العون الإنساني.
وأشارت التنسيقية إلى ضرورة لفت نظر العالم لخطورة الأوضاع الإنسانية في السودان وأهمية منح القضايا الإنسانية الأولوية في الوقت الراهن.
ودعت إلى تسليط الضوء على مخاطر المجاعة التي باتت تهدد حياة أكثر من عشرين مليون إنسان جراء استمرار الحرب التي تقترب من عامها الأول.
وأكدت على ضرورة توجيه نظر العالم إلى حجم المعاناة التي يعيشها السودانيون والضغط على طرفي الحرب لفتح المسارات الإنسانية وإيصال المساعدات لكل المحتاجين دون قيد أو شرط.
وبينما تواصل القوى المدنية داخل وخارج البلاد تحركاتها من أجل إنهاء الحرب، ترى أن إطلاق هذه الحملة يمكن أن يساهم في إنقاذ حياة ملايين السودانيين.
ولفتت إلى أن كلمات معدودة أو صور وحكايات تكتب بلغات متعددة تخاطب شعوب العالم يمكن أن تدفع شعوب وحكومات العالم لمد يد العون العاجل وإنقاذ أرواح ملايين السودانيين معتبرة ذلك واجبا إنسانيا وأخلاقيا تجاه الشعب السوداني.
وأبدت تطلعها لمشاركة واسعة من شعوب العالم وحكوماتها والمنظمات الإقليمية والدولية وتفاعلهم مع هذه الحملة لإنقاذ السودان وأهله. وأضافت: “نوقن أن الملايين من مختلف أصقاع المعمورة سيلبون هذا النداء”.
وأعلنت اللجنة الإعلامية عن إنشاء فريق عمل واسع من أجل تنسيق الجهود وحث المجتمع الدولي لتوفير العون الانساني والعمل على ازالة العوائق أمام انسياب المساعدات فضلا عن دعم جهود الفاعلين المحليين على الأرض وزيادة فعالية التنسيق بين جميع الأطراف ذات الصلة.
وتشهد عمليات إيصال المساعدات الإنسانية تعقيدات واسعة، في وقت يتمسك كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بفرض مسارات محددة يرفضها الطرف الآخر.
والخميس، أعلنت قوات الدعم السريع رفضها السماح بمرور المساعدات القادمة من العاصمة الإدارية بورتسودان شرق السودان عبر طريق الدبة وصولا إلى إقليم دارفور الواقع غربا.
واعتبرت ذلك محاولة لاستخدام المساعدات الإنسانية لإمداد مجموعات مسلحة قالت إنها تابعة للنظام السابق، تتلقى إمداد السلاح والذخائر لخدمةً أجندة حربية ومخططات عسكرية.
بالمقابل منع الجيش دخول المساعدات عبر الحدود مع دولة تشاد، حيث يتهم الدعم السريع باستخدام الحدود المشتركة مع الجارة الغربية للبلاد للحصول على إمدادات السلاح والمؤن الغذائية. معتبرة الحدود السودانية التشادية خط الأمداد الأول للدعم السريع.
أودت الحرب المندلعة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي بحياة أكثر من عشرة آلاف سوداني- حسب إحصائيات أولية للأمم المتحدة- في ظل انقطاع شبكات الاتصال وصعوبة الوصول إلى نطاق واسع من البلاد.
يأتي ذلك في وقت وصل عدد النازحين واللاجئين الذين شردتهم الحرب السودانية إلى 11 مليون شخص ، وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ” أوتشا” يواجه ثلثا السودانيين مخاطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يوجد في دارفور أعلى نسبة من الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء، في أربع من أصل خمس ولايات، بنسبة تتجاوز 40 % من سكان الإقليم الواقع غرب السودان.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في السودان، من أن 4.9 مليون شخص باتوا ضمن مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وبينما تتصاعد التحذيرات من أن الأوضاع في السودان تتدهور على نحو غير مسبوق، لم يتجاوز تمويل برنامج التغذية الطارئة في السودان 5.5% من إجمالي الاحتياجات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال