حـزب المـؤتمر السـوداني
تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة لجريمة فض اعتصام القيادة العامة، حينما حاول الطغاة قتل الأحلام وإسكات الأصوات الحرة، لكن إرادة الشهداء تفوقت على رصاص القهر واستمرت تعيش في وجدان شعبنا الذي لن يمحو ذكرى ذلك اليوم الأليم. اليوم الذي قدم فيه الثوار والثائرات أرواحهم من أجل حلم وطن يعمه العدل والحرية، لقد كانت تلك اللحظة بمثابة ميلاد جديد لأحلامهم/ن، وعلامة فارقة في مسيرة شعبنا نحو الديمقراطية، لحظة دفع فيها شباب وشابات السودان الثمن الغالي بدمائهم الطاهرة مقابل الرغبة في وطن يسع الجميع .
شعبنا الصابر :
تحل علينا هذه الذكرى الخامسة، والسودان يدخل العام الثاني من حرب الدمار التي تستنزف مقدرات الوطن وتروع الآمنين، الحرب التي تتعاظم جرائم أطرافها كل يوم، ويظهر المقاتلون فيها يوماً تلو آخر وجوهاً جديدة من البشاعة والاجرام، وإزاء كُل ذلك وقفنا منذ اليوم الأول لهذه الحرب رافضين أن يكون مصيرنا رهناً لأمراء الحرب والموت، إن الحرب التي تعصف بأركان بلادنا، تهدد بتقسيمها وتشظيها، وما هي إلا امتداد لعنف الدولة وأدواتها العسكرية والأمنية التي لا تعرف الرحمة ولا العدل، إننا نرى في كل قطرة دم تُراق، وفي كل دمعة تُذرف، صرخة تتعالى مطالبة بوقفها ، إن هذه الدوامة الخبيثة يجب أن تنتهي، وأن نفتح صفحة جديدة تُكتب بأقلام السلام والتعايش والعدالة، إننا ندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وإحلال سلام حقيقي ومستدام، يُعاد فيه بناء مؤسسات الدولة على أسس تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامة المواطن.
إننا في حزب المؤتمر السوداني، نرفض أن نكون شهوداً صامتين على هذه الجرائم في وطننا، ونرفض أن نقف مكتوفي الأيدي بينما تُسفك دماء أبناء وبنات السودان. ونتعهد بأن نكون صوت الضحايا وأن نجابه الظلم والاستبداد دائماً.
شعبنا الكريم :
الرحمة للشهداء والشهيدات الذين سقوا بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن، ونتعهد أمام ذكراهم/ن العطرة بأن نواصل السير على درب الحرية والسلام ونتعهد لهم/ن بأن نحمل لواء العدالة، وأن نكون الصوت الذي لا يخبو لكل من طالته يد الظلم والعدوان وأن نعمل بكل ما أوتينا من قوة حتى يتحقق السلام والعدالة لكل فرد في وطن آمن يسع الجميع.
عاش شعبناً حراً منتصراً
أمانة الإعلام
٣ يونيو ٢٠٢٤م